الاعتدال في حب الصديق والثقة به
ومن الحكمة أن يكون العاقل معتدلاً في محبة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسراف أو مغالاة ، فلا يصح الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من أسراره وخفاياه .
فقد يرتد الصديق ويغدو عدواً لدوداً ، فيكون آنذاك أشد خطراً وأعظم ضرراً من الخصوم والأعداء .
وقد حذرت وصايا أهل البيت عليهم السلام وأقوال الحكماء والأدباء نظماً ونثراً من ذلك :
قال أمير المؤمنين (ع) : «أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» (1) .
وقال الصادق (ع) لبعض أصحابه :
«لا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك فإن الصديق قد يكون عدوك يوماً ما» .
قال المعري :
خف من تود كما تخاف معادياً
|
| وتمار فيمن ليس فيه تمار |
فالرزء يبعثه القريب وما درى |
| مضر بما تجنى يدا أنمار |
وقال أبو العتاهية : ليخل امرؤ دون الثقات بنفسه
|
| فما كل موثوق به ناصح الحب |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة .
[/center]