الى الحرية قريباً حيث الأسرى سيدخلون الوطن الممزق خلال أيام... عبر منفذ الناقورة .. وذلك بعد ان أقرت الحكومة الإسرائيلية، بغالبية ساحقة صفقة التبادل مع حزب الله ، ومع هذا الإقرار تكون صفقة التبادل قد وضعت في مسارها التنفيذي الذي قدرت مصادر رسمية إسرائيلية أن تنفيذ الصفقة يحتاج الى فترة تتراوح بين عشرة أيام إلى أسبوعين، من يوم إقرارها في الحكومة. وتعتبر الصفقة سياسياً وتقنياً، هزيمة بمعنى الكلمة للمعايير الاسرائيلية، وخاصة للمعيار القائل إن إسرائيل لا يمكن أن تطلق سراح أسرى قد تلوثت ايديهم بالدم، الأمر الذي سيفتح الباب واسعاً أمام إعادة نظر إسرائيلية بمعايير الاعتقال والتبادل.
ويمكن القول سياسياً إن إسرائيل ستضيف الى رصيد هزائمها هزيمة سياسية جديدة، ركيزتها تبدأ من لحظة الحماقة التي ارتكبتها بعدم إطلاق سراح سمير القنطار في صفقة التبادل الأخيرة التي جرت في مطلع عام .2004 .. وقد أعطى الرفض الاسرائيلي فرصة للمقاومة من أجل اختطاف جنود، وهو أمر ردده عشرات المرات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله حفظه الله بين مطلع الألفين وأربعة والثاني عشر من تموز ,2006 ولم يجد الاسرائيلي وسيلة للرد على تهديدات المقاومة اللبنانية سوى بإجراء مناورات محتملة.
كان بمقدور الاسرائيلي أن يوفر على نفسه أعباء الخطف، لو قبل بإطلاق القنطار عام 2004 فإنه كان قادراً على منع تسجيل هزائم متتالية بعد عملية «الوعد الصادق»، حيث قال الأمين العام لـ«حزب الله» مخاطباً اولمرت : إن الوسيلة الوحيدة لإطلاق سراح جندييه هي عملية التفاوض غير المباشر حتى ولو جاء العالم كله وطلب غير ذلك، أما الثمن فهو إطلاق سراح القنطار وحتماً ما يتيسر من رفاقه الأسرى. يومها رد أولمرت باختيار الأسر للجنديين ايهود غولدفاسر والداد ريغيف، ذريعة للحرب ضد لبنان والمقاومة، وذلك تحت عنوان أنه لا يريد التفاوض، واضعاً «حزب الله» أمام احتمال وحيد: إطلاق غير مشروط للجنديين... وجاءت الحرب على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً وتخللتها مبادرات أبرزها للرئيس نبيه بري عندما طرح مقايضة الجنديين بالقنطار فقط... وجاء الجواب الإسرائيلي سلبياً!
وهكذا وجد أولمرت نفسه بعد «حرب تموز» وصدور القرار ,1701 أمام خيار وحيد هو التفاوض غير المباشر مع «حزب الله» ودفع أثمان كبيرة، لم تتضح كلها بعد، ولكنها تشمل على أقل تقدير: مبادلة جنديين ميتين وأشلاء آخرين ومعلومات عن مصير الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد، حتى لحظة فقدان أثره (...) وذلك مقابل الافراج عن القنطار وأربعة من رفاقه الأسرى اللبنانيين بالاضافة الى عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين، وكذلك الإفراج عن رفات مئات المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب وإعداد تقرير يتضمن معلومات الاسرائيليين حول ظروف فقدان أربعة دبلوماسيين ايرانيين في صيف عام .1982 وقال شهود عيان إن الإسرائيليين واصلوا في الساعات الماضية ورشة عمل كانوا قد بدأوها منذ اسبوعين تقريبا وتشمل نبش عدد من المقابر التي تحتوي رفات لمئات المقاومين اللبنانيين والعرب، تمهيدا لتسليمها لـ«حزب الله»، فيما حسم مكان التبادل في منطقة الناقورة بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحسب مصادر في الأمم المتحدة، فإن إجراءات عملية بوشر باتخاذها لإقامة حفل استقبال رسمي كبير للأسرى في الناقورة تشارك فيه قيادات رسمية وحزبية لبنانية، على أن ينظم شريط متواصل من الناقورة الى بيروت، حيث من المتوقع أن يقام احتفال ضخم يشارك فيه سماحة الأمين العام على عزة وكرامة الامة العربية والاسلامية السيد نصرالله حفظه الله ، ومن المتوقع أن يقام أيضا احتفال لكل اسير وخاصة للقنطار الذي سينتقل في الليلة نفسها من بيروت الى دارة أهله في بلدة عبيه في منطقة الشحار الغربي، فيما وضعت عائلته اللمسات الأخيرة على منزله في احدى بلدات جبل لبنان الجنوبي الساحلية. أما مآتم تشييع الشهداء المقاومين، فإنه من المقدر لها أن تتحول الى اعراس وطنية تكاد تبلغ معظم أقضية لبنان، خاصة أن بين جثامين المقاومين من ينتمون الى مناطق وطوائف لبنانية عدة، بالاضافة الى جثامين المقاومين الفلسطينيين والعرب.
بعد كل هذا الكلام علينا ان ننتظر بفارغ الصبر اطلالة حبيبنا السيد نصر الله في هذا النصر الجديد ..
حيث ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات .. وكل نصر وأنتم بألف خير .. والف مبروك لعائلات الاسرى ..
وحفظ الله لنا السيد حسن نصر الله ذخراًَ وشرفاً وكرامة ومزيدا .. واطال الله في عمره ومتعنا ببقائه ..
--------------------------------------------------------------------------------